أمين مقني: استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات أخرى مستقبل الجراحة بتونس
أبزر الكاتب العام للجمعية التونسية للجراحة الدكتور محمد أمين مقني في تصريح لموزاييك السبت 19 اكتوبر2024 أن اختيار شعار المؤتمر الوطني الـ45 للجراحة هذه السنة " جراحة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي" فرضته التطورات الأخيرة على المستوى العلمي في مجال الجراحة وكان المؤتمر الذي انطلق منذ يوم الخميس 17 أكتوبر ويختتم اليوم السبت فرصة لمناقشة المستجدّات وتبادل الخبرات وخاصة الممارسات المبتكرة في هذا المجال من ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الجراحية، في إطار تطوير تشخيص حالات المرضى عن بعد عبر تطبيقات أصبحت تعتمد في عمليات جراحية وعلم التشريح لبلوغ تشخيص دقيق وسريع وتفادي أي تعكر غير محمود على المريض.
الاستثمار في كفاءاتنا الشابة لإرساء تطبيقات جراحية تونسية بالذكاء الاصطناعي
وبين محمد أمين مقني أن تونس اليوم ماتزال في مستوى المستهلك في مجال اعتماد الذكاء الاصطناعي جراحيا ولم تبلغ بعد مرحلة تصدير هذه التكنولوجيا موضحا انه تم خلال ورشة بعنوان" الحداثة والتجديد " عقد لقاء مع الكفاءات الشابة المختصة في مجال الابتكار التكنولوجي والتقني للاستثمار في قدراتهم من أجل خلق صناعة تكنولوجية تونسية صرفة لتطبيقات باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها في مجال الجراحة أولا على المستوى المحلي وتصديرها في مرحلة لاحقة للخارج إقليميا ودوليا .
وشمل برنامج المؤتمر العديد من الجلسات العلمية والحصص التكوينية إلى جانب ورشة عمل تطبيقية تهدف بالخصوص إلى تعزيز مهارات المهنيين في هذا القطاع من خلال إطلاعهم على تطورات المجال.
اعتماد أجساد بشرية حقيقة والروبوت لجراحة دقيقة وبحوث علمية
وأضاف الأستاذ في الجراحة العامة محمد أمين مقني انه تم خلال المؤتمر الإطلاع على التقدم العالمي الكبير على مستوى مايسمى بال "Simulateur de Chirurgie" على نموذج مايعرف بال "Mannequin Haute Fidélité" في تجارب جراحية عالية الدقة منها التي تسمح بالإنعاش القلبي الرئوي في عدة دول والتي تعتبر الأقرب لجسد بشري حقيقي كما بلغت بعض الدول مرحلة إجراء عمليات جراحية علمية على أجساد بشرية حقيقة لمرضى فارقوا الحياة أو على أشخاص يمنحون أجسادهم للتجارب العلمية الجراحية من اجل التقدم بالإنسانية بعد فترة زمنية معلومة لديهم حول بقائهم على قيد الحياة عكس ما كان يعتمد قديما من تجارب جراحية على الحيوانات أو النموذج البشري البلاستيكي ثم على المريض الحقيقي.
ويعتبر الجراحون أن بلوغ هذه المراحل كما هو الشأن في بعض الدول يفرض خلق ثورة في عقليات الأفراد في المجتمع التونسي والتي لا تعتبر مسؤولية طرف واحد أو فاعل معين في المجال دون غيره آو مجموعة مجتمعية مختصة أو غير مختصة بعينها بل هي مسوؤلية لثورة في منظومة كاملة تستهدف العقليات.
وتم خلال المؤتمر طرح "آلية الجراحة بمساعدة الروبوت" منها مايعرف بال (TTA) الوربوت الذي يستخدم اليوم بشكل كبير في آسيا، وخاصة في كوريا الجنوبية و التي تسهل نجاح أدق العمليات الجراحية وتمكن من بلوغ أماكن وخلايا دقيقة وحساسة جدا في جسد المريض. وشدد الدكتور إلى أهمية تخلص المريض التونسي من مخاوفه تجاه هذه التقنية التي لا تعتبر شاذة عن أي آلة أو تقنية يتم اعتمادها وتسهل الحصول على عدة خدمات إلا أن تسييرها يبقى إنسانيا .
واعتبر الدكتور محمد أمين مقني انه رغم السعر الباهض لتقنية الروبوات إلا أن عدم دخولها إلى تونس خلال هذه السنوات سيؤخر مواكبة الفاعلين في المجال لمراحل متقدمة جدا في استخدام التقنيات الجراحية والنجاحات التي تحققها هذه التقنية المعتمدة في دول اليوم .
هناء السلطاني